لا يزال القرار الذي اتخذته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بشأن اللاعبين الذين ينشطون في بطولات دون القسمين الأول والثاني، (أكثـر من 32 عاما بالنسبة لقسم ما بين الرابطات وسن الـ 30 عاما لما سواه)، يصنع الحدث في الوسط الكروي الجزائري، لما تركه من تأثيرات سلبية على نفوس هذه الشريحة من اللاعبين.
بعد أن تبخرت أحلامهم بتراجع رئيس ''الفاف'' محمد روراوة عن هذا القرار خلال اجتماع المكتب الاتحادي يوم 13 جويلية الماضي، رغم العريضة الممضاة التي قدمها حوالي ألف لاعب معنيين بقرار التوقف النهائي عن اللعب، شرع اللاعبون المعنيون في تصعيد الاحتجاج لإسماع أصواتهم عندما اعتصم، أمس، حوالي 150 لاعب من مختلف جهات الوطن بمقر الاتحادية بدالي ابراهيم، رفقة بعض المحامين الذين تم توكيلهم من قبل هؤلاء للضغط على الرئيس بالعدول عن هذا القرار. وقد قيل لهم بأن لا أحد يمكن اتخاذ القرار سوى الرئيس محمد روراوة المتواجد حاليا بتونس في إطار مهمته على مستوى الاتحاد العربي. ''لن نغادر المكان إلا بعد أن يسمع المشرفون على تسيير الاتحادية لانشغالاتنا؛ لأن القرار المتخذ مجحف في حقنا، ويدفعنا إلى البطالة قبل الأوان، مع أننا لا زلنا قادرين على اللعب في بطولة ما بين الجهات والجهوي''، على حد قول لخضر مسا، لاعب مولودية الجزائر، واتحاد الحراش ونصر حسين داي سابقا، الذي كان قد تنقل يوم السبت الماضي، رفقة مجموعة قليلة من اللاعبين إلى مقر ''الفاف''، صحبة المحامي الموكل، وفوجئوا برفض استقبالهم وإجبارهم على العودة من حيث أتوا من قبل أعوان الأمن. الأمر الذي جعلهم يتفقون مع أترابهم من الشرق والغرب إضافة إلى الوسط للحضور بقوة إلى مقر الاتحادية.
وقد انتقد أحد اللاعبين الدوليين السابقين الذي لا يزال متحمسا لمواصلة اللعب في أقسام ما دون الأول والثاني وفضل عدم الإفصاح عن اسمه، رئيس الاتحادية بشدة واصفا القرار بالمجحف، لأنه يحرم مئات اللاعبين على مستوى القطر الجزائري، من البقاء في الميادين من أجل الاسترزاق ووضع خبرتهم في خدمة الأندية لتأطير الشبان. ''لم يحدث مثل هذا القرار حتى في البلدان المتطورة كرويا، وماذا قدمت الفاف لهؤلاء اللاعبين لتعويض ذهابهم، خاصة أن القرار جاء على حين غفلة''، مثلما أوضحه ذات اللاعب.
من جهة أخرى، عانى اللاعب السابق لاتحاد الحراش واتحاد العاصمة طارق غول الذي سيضطر إلى إنهاء مشواره بسبب هذا القرار، من بيروقراطية الاتحادية للحصول على شهادة رياضي النخبة لإجراء تربص خاص بالمدربين تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة لنسيان هذه المأساة، حيث طلب منه على مستوى المديرية الفنية الوطنية ملء استمارة تخص مشواره كلاعب نخبة، وفوجئ بأسئلة المدير الفني الوطني توحي بتكذيبه للمعلومات التي سردها، مع أن اللاعب سبق له نيل ألقاب وطنية مع اتحاد العاصمة وشارك معه في كؤوس أندية إفريقيا، إضافة إلى استدعائه من قبل الثنائي علي فرقاني والمرحوم مراد عبد الوهاب إلى المنتخب الوطني الذي شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت عام 1996 بجنوب إفريقيا.
موضوع: اعتصام 150 لاعب بمقر ''الفاف'' للضغط على روراوة 
الأربعاء 22 يوليو 2009, 17:29
