ميشال: مسيرو المولودية أخلفوا وعدهم ويريدون خفض راتبي

إذا كانت أقدام المدرب الفرنسي لمولودية الجزائر، ألان ميشال، في بولونيا، فإن عقله في الجزائر، والسبب أن المشرف التقني على العميد منشغل دائما بوضعيته المالية رفقة مساعديه في الطاقم الفني (مدرب الحراس والمدرب المساعد).


ويبدو أن حبل الود قد انقطع هذه المرة بصفة تكاد تكون نهائية بين ميشال وإدارة النادي بقيادة الرئيس الصادق عمروس (إلى أن يثبت العكس)، والدليل على ذلك التصريحات النارية التي أدلى بها إلينا التقني الفرنسي من معسكر فريقه هنا ببلدة فيسوا البولونية.

"أظن أن الأمور بدأت تتجاوز المعقول، أو لنقل أنه بلغ السيل الزبى، وإلا كيف نفسر إقدام المسيرين على تسوية الوضعية المالية للاعبين متجاهلين تماما وضعيتنا نحن كمدربين، فمثل هذه الأمور لا تشجع إطلاقا على العمل، وللصبر حدود كما يقال، وهل يعقل أيضا أن يضع المسيرون في العقد شرطا يقضي بأن أحصل على اللقب حتى يتم الاستجابة لمطالبي" بدأ ميشال حديثه إلينا في ما ظهر بعد ذلك بأنه ببساطة قرار بدخول المواجهة مع المسيرين، وهو ما تؤكده السهام التي تابع في توجيهها إلى المشرفين على النادي العاصمي "لا أفهم ما الذي يقوم به المسيرون المنشغلون على ما يبدو بصراع الرئاسة، في الوقت أن المهمة الرئيسية لأي مسير ورئيس أي ناد في العالم تتلخص في شيء واحد فقط، وهو البحث عن مصادر التمويل التي تسمح بتوفير كل الظروف الملائمة للعمل الجيد، حيث يصبح تركيز اللاعبين والمدربين منصبا على أمر واحد فقط وهو الجانب التقني، لكن للأسف هذا الأمر لا نشهده في المولودية، وما نأسف له كثيرا، مثلما يدل عليه تنقلنا إلى بولونيا من دون الكمية المطلوبة من الملابس الرياضية، بل أنا شخصيا وبقية الطاقم الفني لا نجد في معظم الأحيان ما نرتديه في الحصص التدريبية، حيث ومنذ بدأنا المعسكر لا ألبس إلا قميصا واحدا، في الوقت الذي كان من المفروض على المسيرين إبرام العقد الخاص بتمويل الفريق بالألبسة الرياضية منذ فترة، وهو ما لم يفعلوه للأسف".

"سأطلب عقدا بـ 3 أشهر فقط"
وحاولنا فهم سر كل هذا التحامل من طرف المدرب الفرنسي على الإدارة العاصمية بعد أن كانت العلاقة بينه وبين عمروس على وجه الخصوص "سمنا على عسل"، فاكتشفنا من حديث المدرب نفسه أن هذا الأخير يشعر اليوم بأنه طعن في الظهر، أو هذه هي الرسالة التي حاول أن يبعثها "بعدما ظننت بأني توصلت إلى اتفاق نهائي مع الإدارة بخصوص الجانب المالي من العقد الذي من المفروض أن يربطني بالمولودية، تفاجأت برغبة المسيرين في التنكر لموقفهم من خلال مراجعة راتبي الشهري بحجة الأزمة المالية التي يعاني منها الفريق، لا أخفي عليكم بأن مثل هذا التصرف صدمني لأن الالتزام بالاتفاقات من المفروض أن يكون شيمة المسيرين المحترمين، ولعل هذا هو السبب الذي يؤخر توقيع عقدي بعدما ظننت بأن الملف أصبح مطويا بصفة نهائية، ومع ذلك، ولإبداء نواياي الحسنة، لم أرفض التنقل مع التشكيلة إلى هنا من أجل الإعداد للموسم الجديد، حيث لم أرغب في التأثير على اللاعبين في هذه الفترة الحاسمة من التحضير، ولكن عند عودتنا إلى الجزائر سيكون لنا حديث آخر في الموضوع، ولا أظن أنني سأجازف بتوقيع عقد لعام، لأنني سأطلب العمل لفترة انتقالية تدوم ثلاثة أشهر، وبعدها سأحدد مصيري"، تابع التقني الفرنسي بلهجة صارمة.

"اللاعبون جاهزون من الناحية البدنية"
وفي انتظار ذلك، تفضل محدثنا بالحديث عن مجريات التربص الذي تخوضه تشكيلته ببلدة فيسوا، والذي يدخل اليوم يومه الخامس، حيث لا يتردد في إبداء رضاه التام عن سير الاستعداد من الجانب البدني، رغم عدم التحاق مواطنه جاكي روش المختص في هذا الميدان، مثلما راهنت عليه الإدارة العاصمية على الوجه الخصوص "أظن أننا قمنا لحد الآن بعمل كبير من الناحية البدنية، وقد بدأ يعطي ثماره، وهو ما ألاحظه في التدريبات، حيث يتحمل اللاعبون الحجم الكبير من العمل المفروض عليهم، وهو ما يؤشر إلى نجاحنا في تطبيق برنامج التحضير البدني، ما يسمح لنا الآن بالتفرغ للجانبين الفني والتكتيكي، وهو السبب الذي دفعني لطلب إقامة أكبر عدد من المباريات الودية، لأنها ستسمح لنا بتدارك بعض النقائص، خاصة وأن معظم اللاعبين تعودوا على بعض التصرفات السيئة فوق الميدان، مثل الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم، أو عدم التركيز في فتحاتهم من الأطراف".

العودة إلى ملعب 5 جويلية مسألة "حياة أو موت"

إلى ذلك، شدد التقني الفرنسي على ضرورة أن يفعل المسيرون كل شيء من أجل تمكين فريقه من الاستقبال في الموسم الجديد بملعب 5 جويلية، الذي قال بشأنه إنه سيحل كثيرا من متاعب العميد، سيما منها من الجانب المالي، ذاهبا إلى القول بصريح العبارة "إذا لم تلعب المولودية الموسم القادم بملعب 5 جويلية، فإن ذلك يعني ببساطة وفاتها"، مبديا في الوقت نفسه إعجابه بالعشب الطبيعي الجديد الذي تم وضعه على ميدان المركب الأولمبي.
وعن حظوظ أصحاب الزي الأخضر والأحمر في لعب ورقة اللقب، قال التقني الفرنسي بأن مستوى الفرق الجزائرية أضحى متقاربا كثيرا، ما يعني بأنها جميعها تحتفظ بنفس الحظوظ تقريبا للعب ورقة اللقب "حتى وفاق سطيف لم يعد بذلك الفريق الذي يحسب له ألف حساب، سيما وأنه يعاني عجزا واضحا على مستوى خط هجومه، وسيبقى ذات الإشكال قائما بعد أن فشل المسيرون في انتداب قلب هجوم من الطراز الرفيع".