محفوظ مدير
عدد المساهمات : 1501
| موضوع: حتى في سكرات الموت تبسم الأربعاء 02 يونيو 2010, 14:48 | |
| د . عائض القرني فهذا أبو الريحان البيروتي , مع الفسحة في التعمير فقد عاش 78 سنة مكبا على تحصيل العلوم , منصبا إلىالكتب , يفتح أبوابها ويحيط بشواكلها وأقرابها - يعنى بغوامضها وجليها , ولا يكاد يفارق يده القلم , وعينهالنظر , وقلبه الفكر , إلا فيما تمس إليه الحاجة في المعاش من بلغه الطعام وعلقه الرياش , ثم هجيراه - أي ديدنه - في سائر الأيام من السنة : علم يسفر عن وجهة قناع الإشكال ويحسر عن ذراعيه أكمام الإغلاق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حدث الفقيه أبو حسن علي بن عيسى , قال : دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه - أي وهو في نزع الروح قارب الموت - قد حشرجت نفسه , وضاق بها صدره , فقل لي في تلك الحال : كيف قلت لي يوما حساب الجدات الفاسدة ؟أي الميراث , وهي التي تكون من قبل الأم , فقلت به إشفاقا عليه : أفي هذه الحالة ؟! قال لي : يا هذا , أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة , ألا يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها ؟! إنها الهمم التي تجتاح ركام المخاوف . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والفاروق عمر في سكرات الموت , يثعب جرحه دما , ويسأل الصحابة : هل أكمل صلاته أم لا !! وسعد بن الربيع في " أحد " مضرج بدمائه , وهو يسأل في آخر رمق عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنها ثباتة الجأش وعمار القلب ! وقفت وما في الموت شك لواقف [] كأنك في جفن الردى وهو نائم تمر بك الأبطال كلمى هزيمة [] ووجهك وضاح وثغرك باسم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال إبراهيم بن الجراح : مرض أبو يوسف فأتيته أعوده , فوجدته مغمى عليه , فلما أفاق قال لي : ما تقول في مسألة ؟ قلت في مثل هذه الحال ؟! قال : لا بأس ندرس بذلك لعله ينجو به ناج . ثم قال يا إبراهيم , أيما أفضل في رمي الجمار : أن يرميهاالرجل ماشيا أو راكبا ؟ قلت : راكبا : قال : أخطأت . قلت :ماشيا . قال أخطأت . قلت : أيهما أفضل ؟ قال : ما كان يوقف عنده فالأفضل أن يرميه ماشيا , وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكبا , ثم قمت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه , وإذا هو قد مات . رحمة الله عليه . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال أحد الكتاب المعاصرين : هكذا كانوا !! الموت جاثم على رأس أحدهم بكربه وغصصه , والحشرجة تشتد في نفسه والإغماء والغشيان محيط به , فإذا صحا أو أفاق من غشيته لحظات , تساءل عن بعض مسائل العلم الفرعية أو المندوبة ليعلمها , وهو في تلك الحال التي أخذ فيها الموت منه الأنفاس والتلابيب .في موقف نسي الحليم سداده [] ويطيش فيه النابه البيطار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا لله ما أغلى العلم على قلوبهم !! وما أشغل خواطرهم وعقولهم به !! حتى في ساعة النزع والموت , لم يتذكروا فيها زوجة أو ولد قريبا عزيزا , وإنما تذكروا العلم !!فرحمة الله تعالى عليهم , فبهذا صاروا أئمة في العلم والدين . | |
|