منتديات تاجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تاجنة منتديات شاملة موجهة للجميع فمرحبا بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محفوظ
مدير



عدد المساهمات : 1501

2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: 2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله   2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله I_icon_minitimeالجمعة 28 مايو 2010, 18:49





الثامن: مشهد المعية وهو
نوعان معية عامة ومعية خاصة:
فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا
تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وقوله (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ)
وقوله (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ)
فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن
فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة
منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل.


التاسع: مشهد
المغافصة والمعاجلة
وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله
على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها
وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة يامن لا
يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر.


العاشر: مشهد
البلاء والعافية
فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها
والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان
عوفيت أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل
العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل
البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم
البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم.


الحادي عشر: أن
يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته
على
التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة
شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى
تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة
تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه
باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى
أراد.


الثانى عشر: كف
الباطل عن حديث النفس
واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها
ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس،ومتى ساكن الخواطر صارت
أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن
به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه
وترك معاودته.


الثالث عشر: قطع
العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى
وليس المراد أن
لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ
مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من
الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا
يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس
والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة
الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه
في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن
عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل
لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب
الأعمال فليس شيء أشق على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس.


الرابع عشر: صرف
الفكر إلى عجائب آيات الله
التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى
آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة
الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن
وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا
غبن بعد هذا الغبن والله المستعان.


الخامس عشر: التفكر
في الدنيا وسرعة زوالها
وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود
منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء
المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم
نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية
الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه
وغبنا.


السادس عشر: تعرضه
إلى من القلوب بين أصبعيه
وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء
اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف: "ان
لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم
ويؤمن روعاتكم" ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل
الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم
يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل:



لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ..... من جود كفك ما عودتنى الطلبا

ولا
يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء
في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه
الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من
الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل:"يا
آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها وسأعيدك اليها"
.


فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا
يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه.
السابع عشر: أن يعلم
العبد بأن فيه جاذبين متضادين
ومحنته بين الجاذبين جاذب يجذبه
إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد
مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى
وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى
أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا
العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه اليه
في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب طبعا وعقلا وجزءا وكل مهتم بشئ
فهو منجذب اليه وإلى أهله بالطبع وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه وقد قال
تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه) فالنفوس
العلوية تنجذب بذاتها وهمها وأعمالها إلى أعلى والنفوس السافلة إلى أسفل.


الثامن عشر: أن يعلم
العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة
وتنقيته من الدغل
شرط لكمال الزرع فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل
فيه وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل لم يكن الزرع
زرعا كاملا بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له وهذا كالذى يصلح
أرضه ويهيئها لقبول الزرع ويودع فيها البذور وينتظر نزول الغيث فإذا طهر
العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره وبذر فيه بذر الذكر والفكر
والمحبة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه
كان جديرا بحصول المغل وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته كذلك يقوى
الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة
ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع
الاستسقاء وجمع أهل الجمعة فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله
تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة كما نصب سائر الأسباب مقتضية إلى
مسبباتها بل هذه الأسباب في حصول الرحمة أقوى من الأسباب الحسية في حصول
مسبباتها ولكن العبد بجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب الحسن وبظلمه يؤثر
ما يحكم به هذا ويقتضيه على ما يحكم به الآخر ويقتضيه ولو فرغ العبد المحل
وهيأه وأصلحه لرأى العجائب فإن فضل الله لا يرده الا المانع الذى في العبد
فلو زال ذلك المانع لسارع اليه الفضل من كل صوب فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل
أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف
فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه.


التاسع عشر: أن
يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لافناء له ولعز لا ذل معه
وأمن
لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وأمتحنه
في هذه الدار بالبقاء الذى يسرع اليه الفناء والعز الذى يقارنه الذل ويعقبه
الذل والأمن الذى معه الخوف وبعده الخوف وكذلك الغناء واللذة والفرح
والسرور والنعيم الذى هنا مشوب بضده لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال فغلط
أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في
غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بماطليه ! من ذلك والذى ظفر به
انما هو متاع قليل والزوال قريب فإنه سريع الزوال عنه والرسل صلوات الله
وسلامه عليهم انما جاءوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير فمن
أجابهم حصل له ألذ ما في الدنيا وأطيبه فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك
فمن دونهم فإن الزهد في الدنيا ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم
حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل اليه فإن العبد اذا ملك شهوته وغضبه
فانقادا معه لداعى الدين فهو الملك حقا لأن صاحب هذا الملك حر والملك
المنقاد لشهوته وغضبه عبد شهوته وغضبه فهو مسخر مملوك في زى مالك يقوده
زمام الشهوة والغضب كما يقاد البعير فالمغرور المخدوع يقطع نظره على الملك
الظاهر الذى صورته ملك وباطنه رق وعلى الشهوة التى أولها لذة وآخرها حسرة
والبصير الموفق يعير نظره من الاوائل إلى الأواخر ومن المبادئ إلى العواقب
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


العشرون: أن لا
يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود
بل
لا بد أن يضيف اليه بذل الجهد في استعماله واستفراغ الوسع والطاقة فيه
وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح فلا أفلح من استمر
مع عوائده أبدا ويستعين على الخروج عن العوايد بالهرب عن مظان الفتنة
والبعد عنها ما أمكنه وقد


قال النبي: "من سمع بالدجال فلينأ عنه" فما
استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه.
وههنا لطيفة
للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من
الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله أعلم.



عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
maamar0257
عضو
maamar0257


عدد المساهمات : 3

2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: 2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله   2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله I_icon_minitimeالسبت 29 مايو 2010, 13:26

بارك الله فيك و جزاك كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
maamar0257
عضو
maamar0257


عدد المساهمات : 3

2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: قرائة لكتاب الله (مجموعة من القراء جزتهم الله كل خير)   2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله I_icon_minitimeالسبت 29 مايو 2010, 13:34

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
maamar0257
عضو
maamar0257


عدد المساهمات : 3

2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: قرائة لكتاب الله (مجموعة من القراء جزاهم الله كل خير)   2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله I_icon_minitimeالسبت 29 مايو 2010, 13:38

maamar57 كتب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محفوظ
مدير



عدد المساهمات : 1501

2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: 2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله   2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله I_icon_minitimeالسبت 29 مايو 2010, 17:30

شكرا لك أخوتي على الرد
دمتم أوفياء للمنتدى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
2 الأمور المعينة على تقوية باعث الدين، لابن قيم الجوزية -رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمور المعينة على تقوية باعث الدين لابن قيم الجوزية -رحمه الله-
» قصة عمر بن عبد العزيزـ رحمه الله ـ مع أبناءه‏
» ثلاث فوائد في غض البصر --- لابن القيم رحمه الله‏
» مراتب الناس في الصلاة لإبن قيم الجوزية رحمه الله
» الدين المعاملة [ صفحات من هدي الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم ]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تاجنة :: المنتدى الإسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: