محمد الأمين
مشرف
عدد المساهمات : 1166
 |  موضوع: محطات وعلامات على الصراط المستقيم  الأحد 23 أغسطس 2009, 18:28 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
سورة الفاتحة
بأمر من الله عز وجل يدعو المسلم في اليوم والليلة
بأكثر من عشرين مرة بهذا الدعاء؛ ولا شك أن الهدى
هو في هذا الصراط المستقيم الذي عرّفه الله تعالى لنا وبينه؛
أمّا السبل الأخرى ففيها الضلال والهلاك،
وفيها غضب الله تعالى والخسران المبين.
وعندما تكثر السبل وتتعدد؛ يحار المرء أيها يسلك
إن لم يكن على علم بسبيل الهدى والنجاة..
والإنسان في هذه الحياة تتخطفه العديد من الأمور والمؤثرات
ما بين الرغبات والشهوات؛ فكان صراط الله العزيز منيرا بيّنا؛
فيه الكثير من المحطات التي تشع نورا ليهتدي بها كل من ضل وتاه،
ويطمأن بها كل من واصل السير في هذا الصراط.. والحقيقة
أن الإنسان في حياته يسير بشكل متموج ما بين يمين الصراط وشماله؛
وكلما كانت تلك الموجات عميقة وبعيدة كان صاحبها على خطأ
بقدر ذلك العمق والبعد، وكلما كانت تلك الموجات ضحلة وقصيرة
كانت علامة فارقة على قربه وملازمته للصراط المستقيم،
وعلامة بيّنة على دوام الإحناف نحو الصراط المستقيم؛
لذلك كله كانت هناك محطات وعلامات كثيرة على الصراط المستقيم
تبين هدى من أصاب منها بقدر الكم والعدد الذي أصابه؛
لتدل في النهاية على محصلة ومجموع ما سار المرء في حياته
على هذا الصراط المستقيم وما أصاب منه.
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ
عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
الأنعام (153)
ولنا أن نقسم هذه المحطات إلى عدة أقسام وبحسب الفترة الزمنية إلى التالي:
1) محطات وعلامات لحظية ملازمة في كل حين.
2) خمس محطات لليوم والليلة.
3) محطة للأسبوع.
4) محطات للعام.
5) محطة للعمر.
نبدأ بالحديث عن المحطة الخامسة.. ألا وهي حج البيت.
{.. وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
آل عمران. (97)
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق }
الحج (27)
وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" من حج لله ، فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه"
البخاري
" من حج هذا البيت ، فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه"
البخاري
" من حج هذا البيت ، فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه"
البخاري
وهذه الفريضة قد كتبها الله عز وجل على المكلف المستطيع
مرة واحدة في العمر، وهي تشكل أحدى الدعائم الخمس
التي بني الإسلام عليها .. فهي محطة بارزة على الصراط المستقيم،
ولها أثر كبير على من يؤدي تلك الفريضة..
ولا شك أنه في كافة نسك تلك الفريضة علامات بيّنة ومعالم واضحة
تؤثر فيمن أدّاها وتلزمه البقاء والثبات على الصراط المستقيم.
نسأل الله تعالى لنا ولكم حجا مبرورا.
**************************
نتابع بحول الله تعالى مع المحطة القادمة في آوانها ومناسبتها.
منقول من مجلة أقلام الثقافية
| |
|
