خرج الجمهور الكروي الذي شاهد أول أمس مباراة المنتخب الوطني أمام الأورغواي مقتنعا أن المنتخب الوطني يملك من الإمكانات ما يؤهله للذهاب إلى مونديال جنوب افريقيا عام 2010، لاسيما بعد التدعيم النوعي الذي عرفته التشكيلة بانضمام مراد مغني لاعب لازيو روما الإيطالي إلى التشكيلة في انتظار حسان يبدة لاعب بنفيكا البرتغالي.
بقدر ما أسعدت النتيجة التي آلت إليها المباراة أمام منتخب كبير اسمه الأورغواي الجميع، باعتبار أنها تحافظ على ديناميكية الفوز التي اكتسبها ''الخضر'' في المدة الأخيرة، بقدر ما اقتنع الأخصائيون بأن مهمة المدرب الوطني رابح سعدان أصبحت صعبة للغاية، خاصة في المحافظة على روح التضامن المعنوية والتكتيكية، للمجموعة في ظل ظهور متغيّرات قد تكون نقمة على المنتخب أكثر منه نعمة.
وإذا كان جميع التقنيين الذين اتصلنا بهم أجمعوا على أن انضمام مغني إلى المنتخب سيعود بالفائدة على الكرة الجزائرية، لما يملكه من إمكانات كبيرة، فإن هذا المكسب قد يتحوّل إلى نقمة داخل التشكيلة الوطنية، إذا لم يسارع المدرب الوطني إلى احتواء الأزمة وفرض الانضباط بطريقة ذكية، حفاظا على الروح التضامنية المعنوية والتكتيكية للاّعبين الذين أصبحوا مجبرين على وضع مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار.
سلوكات بعض اللاّعبين فوق أرضية الميدان أول أمس، كما هو الحال بالنسبة لزياني الذي كان عصبيا أكثر من اللّزوم، تركت الانطباع أن انضمام مغني للمنتخب أخلط بعض الأوراق وأثّر سلبا على بعض النسوج الكروية، التي لم تجد نفعا أمام دفاع منتخب الأورغواي، وهو ما تفطّن له المدرب الوطني سعدان الذي قام بتغيير مغني في الدقيقة الـ.61 علما أن هذا الأخير خرج ساخطا على زملاءه الذين لم يموّلوه بالكرات بالشكل الكافي، شأنه شأن زميله عبد القادر غزّال الذي أبدى انزعاجه من زميله جبّور الذي حرمه من كرتين كان بإمكانهما صنع الفارق في الشوط الأول.
هذه المعطيات، حتى وإن دخلت في خانة ''الحسد الكروي'' النّابع من الغريزة الإنسانية، إلا أنها قد تكون عواقبها وخيمة على المنتخب في المباراة الرسمية أمام زامبيا يوم 5 سبتمبر القادم بملعب 5 جويلية .
الأكيد أن المدرب الوطني رابح سعدان يدرك جيدا هذه الوضعية، وهو ما لمّح إليه في نهاية المقابلة، حين قال ''عمل كبير ينتظر المنتخب وعليه أطلب من اللاعبين المحافظة على الروح التضامنية''، وهو ما نتمناه جميعا خاصة في ظل صعوبة بقية مشوار التصفيات بدءا بزامبيا، ورواندا ووصولا إلى مصر.